ماتت جدتى كان يوما من ايام الشتاء البيضاء الباردة اختارت جدتى وقت الاصيل لتبحر الى ربها جالس انا امام الشباك الكبير الذى يتوسط دارنا كاشفا طرقات القرية ومسالكها وارى اطراف النخل والاشجار وعودة الطيور اسراب اسراب فى كبد السماء.
هبت رياح خفيفة تداعب الشعر والمشاعر سمعت صرخات من النساء على جدتى .صلينا عليها فى الجامع الكبير وانطلقت قافلة الموتى بطقوسها المعتادة كل مرة نمر على الديار تسمع كلمات الوداع من اقرانها وصحباتها كلما مرت امام دار منهم.
مالا يمكن ان انساه بحال من الاحوال مرورها على جدى الكبير المسن المريض وهو جالس على دكته امام الدار وفى يده مسبحته .
وقف الركب وجاء التابوت مقابل له لم يستطع احد ان يتحرك به وسكت الجميع حتى اصوات النعال لم نسمع ساعتها غير صوت اجش من جدى ودموع احدثت طرقات على ورقة كانت بالارض وقال فى صوت ضعيف (روحى وابقى اجى وراكى).
لطالما قال لها هذه الكلمات عندما كانت تذهب لاداء واجب كزيارة مريض او عرس كان يقول لها (روحى وابقى اجى وراكى).
وها هو يقولها فى هذا الوقت والعجيب انها تحركت فورا فى طريق بارئها وصلنا الى المدافن لنودع امانة الخالق وجوم يا صديقى سكوت وسكون من اعلى درجات السكون من الدرجة الاولى كان السكون هناك .
رجعنا ودخلت الدار ولم اتمالك نفسى عندما نظرت الى مضجعها ومكانها بعد الباب الخشبى الكبير ووسادتها وحاجاتها كان لها انس غريب كل شئ كان فى موضعه مادام هى فى الدار وصغار يزفون حولها وتخرج من خزانتها حلوى وفول سودانى للاطفال الكل يسلم عليها الكل يهاديها.
ما جعل قلبى ينفطر ان جدى لم يكن يطلب شيئا كان كل شئ يقدم له من جدتى دون سؤال كنا نجلس بجورها وتقول (خد كباية المية دى لجدتك) لم يطلب جدى ماءا وكنت اذهب بها الى جدى وكان يشرب يشرب .
اما الان ونحن الشباب اولاد وبنات وحتى ابائنا لا يعرفون شيئا وننسى كل شئ كنت اخاف ان يكون جدى جائع او عطشان وهو لايقول.
بعد مرور ايام عدة ايام كان جدى يقول لى (يا ولدى اتأخرت على ام محمد تقول عليه ايه).
وفى فجر اليوم التالى ادى جدى ووفى بوعده الذى وعده لجدتى ورحل عنا.
بقلمى
هبت رياح خفيفة تداعب الشعر والمشاعر سمعت صرخات من النساء على جدتى .صلينا عليها فى الجامع الكبير وانطلقت قافلة الموتى بطقوسها المعتادة كل مرة نمر على الديار تسمع كلمات الوداع من اقرانها وصحباتها كلما مرت امام دار منهم.
مالا يمكن ان انساه بحال من الاحوال مرورها على جدى الكبير المسن المريض وهو جالس على دكته امام الدار وفى يده مسبحته .
وقف الركب وجاء التابوت مقابل له لم يستطع احد ان يتحرك به وسكت الجميع حتى اصوات النعال لم نسمع ساعتها غير صوت اجش من جدى ودموع احدثت طرقات على ورقة كانت بالارض وقال فى صوت ضعيف (روحى وابقى اجى وراكى).
لطالما قال لها هذه الكلمات عندما كانت تذهب لاداء واجب كزيارة مريض او عرس كان يقول لها (روحى وابقى اجى وراكى).
وها هو يقولها فى هذا الوقت والعجيب انها تحركت فورا فى طريق بارئها وصلنا الى المدافن لنودع امانة الخالق وجوم يا صديقى سكوت وسكون من اعلى درجات السكون من الدرجة الاولى كان السكون هناك .
رجعنا ودخلت الدار ولم اتمالك نفسى عندما نظرت الى مضجعها ومكانها بعد الباب الخشبى الكبير ووسادتها وحاجاتها كان لها انس غريب كل شئ كان فى موضعه مادام هى فى الدار وصغار يزفون حولها وتخرج من خزانتها حلوى وفول سودانى للاطفال الكل يسلم عليها الكل يهاديها.
ما جعل قلبى ينفطر ان جدى لم يكن يطلب شيئا كان كل شئ يقدم له من جدتى دون سؤال كنا نجلس بجورها وتقول (خد كباية المية دى لجدتك) لم يطلب جدى ماءا وكنت اذهب بها الى جدى وكان يشرب يشرب .
اما الان ونحن الشباب اولاد وبنات وحتى ابائنا لا يعرفون شيئا وننسى كل شئ كنت اخاف ان يكون جدى جائع او عطشان وهو لايقول.
بعد مرور ايام عدة ايام كان جدى يقول لى (يا ولدى اتأخرت على ام محمد تقول عليه ايه).
وفى فجر اليوم التالى ادى جدى ووفى بوعده الذى وعده لجدتى ورحل عنا.
بقلمى